منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبح الصحفيون والإعلاميون هدفًا مستمرًا للاستهداف المباشر والممنهج في محاولة لقتل الصورة الحية التي توثق جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية التي تحدث في القطاع منذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023م.
وتهدف إسرائيل من إصرارها على قتل الصحفيين لإسكات الصوت الحر وكتم الحقيقة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية والمحلية، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إخفاء الحقائق عن العالم ومنع نقل معاناة المدنيين.
واقدمت إسرائيل ليلة هذا اليوم الاثنين على قصف خيمة يتواجد بها عدد من الصحفيين وقد قتل صحفياً حرقاً أمام العالم في مشهد أظهر كيف التهمت النيران أجساد الصحفيين الذين أصيبوا برفقة زميلهم الذي استشهد في الغارة الإسرائيلية.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 210 صحفيين منذ بداية الحرب على غزة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي استهداف وقتل واغتيال إسرائيل للصحفيين الفلسطينيين داعياً الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في دول العالم لإدانة الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في غزة.
إسرائيل وتكتيك قتل الصورة
استهداف إسرائيل للصحفيين والمكاتب الإعلامية في غزة ليس مجرد استهداف لأفراد، بل هو جزء من سياسة أوسع تهدف إلى تدمير قدرة الإعلام على نقل صورة ما يحدث في القطاع.
وتسعى إسرائيل من خلال هذه الهجمات إلى “قتل الصورة” التي يمكن أن تشهد على الانتهاكات وجرائم الحرب ضد المدنيين في غزة، فالصور والفيديوهات التي توثق القصف والتدمير والضحايا المدنيين هي أبرز الأدلة على ما يحدث في القطاع، وهي أدوات أساسية تساهم في نقل الحقيقة إلى العالم.
الاحتلال يسعى إلى أن تكون الرواية الوحيدة التي تُسمع هي روايته هو، ويسعى لمنع الصحافة من الوصول إلى المشهد الحقيقي في غزة أو نقل ما يحدث لأبناء العالم. استهداف الصحفيين هو وسيلة لإخفاء معاناة المدنيين في غزة، وتحويلهم إلى مجرد أرقام دون وجه أو صوت يروي قصتهم.
ورغم كل هذه المحاولات لإسكات الإعلام، يواصل الصحفيون في غزة مهمتهم بشجاعة ومهنية وتزامناً مع استمرار المخاطر الكبيرة التي يواجهونها من القصف المباشر والتهديدات المتزايدة، يظل الصحفيون يعكفون على نقل الحقيقة في أوقات الحرب، ليكون الصحفيون هم الشهود على ما يحدث في القطاع، رغم كل محاولات إسرائيل لحجب الحقيقة.
القانون الدولي وحقوق الصحفيين
ينص القانون الدولي على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، ويؤكد أن الصحفيين يجب أن يتمتعوا بالحماية ضد الهجمات أو الاعتقال التعسفي.
لكن، وعلى الرغم من هذه القوانين، فإن إسرائيل تتجاهل هذه الحقوق بشكل متكرر، حيث لم تلتزم بتوفير الحماية للصحفيين، بل واصلت استهدافهم بشكل متعمد. هذه الانتهاكات تعرض إسرائيل للمسائلة القانونية على المستوى الدولي، حيث يُعتبر استهداف الصحفيين جريمة حرب.
ويمثل استمرار قتل الاحتلال للصحفيين وتدمير المكاتب الإعلامية محاولة لقتل الصورة وكتم الصوت الحر الذي ينقل معاناة المدنيين في القطاع، غير أن هذه الاستهدافات لا تهدف فقط إلى تدمير الإعلام، بل إلى منع المجتمع الدولي من التعرف على الحقيقة المرة التي يعيشها أبناء غزة تحت وطأة القصف والدمار المستمر منذ 18 شهرا متواصلة.