We’re humbled to introduce a new Canary writer, Alaa Shamali from Palestine – but currently a refugee in Oman. We will be publishing him in Arabic – but if you right click on the screen the menu that appears should give you the option to translate the article to English. If you are reading on mobile, this will be in the burger menu (the three dots) of your browser.
لم يكن العيد يومًا في غزة مجرّد مناسبة عابرة، بل كان فرحةً تنبض في الشوارع والأسواق، وزينةً تتشابك بين جدران البيوت المتلاصقة، وضحكات أطفالٍ يملأون الأزقة بصخبهم البريء.
لكن هذا العام، وللعيد الثالث على التوالي، تغيب ملامح الفرح، وتحضر الحرب بوحشيتها، لتسرق كل تفاصيل البهجة التي اعتادها أهل المدينة.
كان العيد في غزة يرافقه ضجيج الأطفال، وأصوات النساء المتحلقات حول موائد الحلويات، والأهل والأصدقاء يتبادلون الزيارات والتهاني، أما اليوم، فالصمت القاسي يسود المكان، والمنازل التي كانت تحتضن الأعياد تحوّلت إلى أنقاض، والطرقات التي كانت تضج بالحياة أصبحت شاهدةً على المجازر.
خوف ودموع
يحلّ عيد الفطر هذا العام وسط خوفٍ دائمٍ من القصف، ودموعٍ لا تجفّ على من فقدوا أحبتهم، وقلوبٍ لم تعد تحتمل المزيد من الفقد.
غابت الزيارات العائلية التي كانت تجمع الأحبة، وتلاشت طقوس العيد تحت وطأة الألم، فلا أسواق تعج بالناس، ولا أطفال يتباهون بملابسهم الجديدة، ولا موائد عامرةٌ كما كانت في السابق.
في كل زاويةٍ من غزة، يسكن الألم. أطفالٌ لم يعودوا يجدون ساحاتٍ للعب سوى فوق ركام بيوتهم المهدّمة، وعائلاتٌ تكدست في مراكز الإيواء أو خيامٍ مهترئة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف. لم يعد العيد يحمل معنى الفرح، بل صار ذكرى حزينةً يستعيد معها السكان صور من رحلوا، وأحلامًا دفنت تحت الأنقاض.
عيد بلا صوت
في غزة، لم يعد للعيد صوت، فقد طمسته أصوات الغارات، لم يعد للعيد بيت، فقد هُدّمت البيوت فوق ساكنيها. لم يعد للعيد روح، فقد انتزعها الاحتلال من أجساد الأطفال والنساء والشيوخ.
تمر الأيام، لكن الجرح باقٍ، ومع كل عيدٍ يزداد عمقًا، حتى باتت غزة مدينةً تعيش العيد بقلوبٍ كسيرة، وأرواحٍ أنهكها الحصار والدمار