يسعدنا أن نقدم لكم الكاتب الجديد علاء شمالي من فلسطين. سيكتب لنا باللغة العربية، وسنقوم بنشرها باللغة العربية أيضاً. نحن ندرك أن هذا الكتاب يُقرأ حاليًا من اليسار إلى اليمين (وليس من اليمين إلى اليسار. يعمل قسم التكنولوجيا لدينا على حل هذه المشكلة!
بينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس كل عام، لا زالت نساء غزة يعشن حياة سيئة في معاناة كبيرة من الجوع ووسط الركام والدمار الذي حل بقطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية التي بدأت يوم السابع من أكتوبر 2023م.
وفي سنوات سابقة كان هذا اليوم استثنائياً للأمهات في غزة بحيث ينتظرن أولادهن للاحتفال بهن مع بعض الهدايا، لكن يوم المرأة العالمي هذا العام لم يمر على نساء غزة إلا بدموع الحسرة والألم على فقدان بعض أفراد عائلاتهن أو بيوتهن أو حياتهن المستمرة في الخيام.
ولا زال نساء غزة يعشن ظروفاً سيئة بسبب عدم توفر أسباب الحياة في غزة، وخاصة حرصهن على توفير بعض الاحتياجات لعائلاتهن من المياه والطعام والمأوى بعد أن فقد معظمهن بيوتهن خلال الحرب الشرسة على قطاع غزة.
إسرائيل تنتقم من نساء غزة
وبحسب تقرير إحصائي فإن الحرب حصدت أرواح 12316 امرأة ، فيما فقدت 13901 امرأة زوجها، بينما أوضح التقرير أن 17 ألف امرأة فقدن أبنائهن أو جزء منهم خلال الحرب.
وعاش نساء غزة ظروفاً قاسية خلال الحرب مع عدم توفر الاهتمامات الشخصية والطبية، خاصة أن 50 ألف امرأة حامل وضعن مواليدهن خلال الحرب دون أن تتوفر لهن الظروف المناسبة لذلك، فيما أصيب 162 ألف امرأة بأمراض معدية نتيجة صعوبة حياة الخيام اللواتي عاشوا فيها قسراً بسبب إجبار إسرائيل لهن على النزوح وفقدان البيوت.
واعتقلت إسرائيل عشرات النساء من غزة وتعرضن للتعذيب الشديد داخل المعتقلات حسب شهادات من أسيرات خرجن خلال صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
قصص أليمة
وفي إحدى القصص الأليمة لأم فلسطينية وهي طبيبة حرصت خلال الحرب على إنقاذ أرواح الناس بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، لكنها تنقذ ابنها الطفل الرضيع الذي كان يرقد في المستشفى تحت أجهزة التنفس الصناعي، لكنه الطفل الرضيع فقد الحياة بسبب قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة ونفاذ الوقود عن المستشفيات.
الأم الطبية تغريد اضطرت إلى حمل وليدها وهو جثة هامدة، لتحفر له قبرًا بجانب خيمتها وتضعه فيه، وتنهمر دموعها مع بدء نزول الرمال لتغطية جسد ابنها الصغير الذي تسببت إسرائيل في قتله.
وتبدو هذه القصة واحدة من قصص أليمة عاشتها نساء غزة خلال حرب دمرت نسبة كبيرة من المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد.
ويعتبر اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي سنوي يُقام في الثامن من مارس، ويهدف إلى إبراز دور المرأة في المجتمعات، والاعتراف بإنجازاتها في مختلف المجالات.
وتقف المرأة الفلسطينية شامخة رغم الألم الذي يحيط بها في كل مكان، وتمتلك إصرارًا على الحياة التي وصل الحال بها إلى أن تحتفل المرأة في غزة بالدموع والألم بعد أن كانت تحتفل بالورود والهدايا في سنوات سابقة.
الصورة المميزة عبر موقع الكناري