We’re humbled to introduce our Canary writer, Alaa Shamali from Palestine – but currently a refugee in Oman. We will be publishing him in Arabic – but if you right click on the screen the menu that appears should give you the option to translate the article to English. If you are reading on mobile, this will be in the burger menu (the three dots) of your browser.
قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن قطاع غزة تحوّل إلى “مقبرة جماعية” للفلسطينيين وكل من يحاول مساعدتهم، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي البري والجوي والبحري، الذي بات يستهدف كل مظاهر الحياة، ويقضي على كل ما تبقّى من مقومات الصمود.
واستأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 مارس/آذار الماضي حربها المفتوحة على غزة، بعد تهدئة قصيرة لم تدم طويلًا، انقلب عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت ضغوط داخلية من اليمين المتطرف. وعادت آلة القتل لتضرب بقوة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا، وسط حصار شامل، وتهجير قسري، ومنع للمساعدات الإنسانية.
وأكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن الجيش الإسرائيلي يتعمد تدمير حياة المدنيين الفلسطينيين من خلال استهدافهم بشكل مباشر، وحرمانهم من الماء، والغذاء، والرعاية الصحية، مشيرة إلى أن هذه الأفعال ترتقي إلى سياسة ممنهجة لتفريغ غزة من سكانها.
استهداف العاملين في المجال الإنساني
ولم تكتفِ إسرائيل باستهداف المدنيين، بل واصلت خرقها الفاضح للقانون الدولي الإنساني، عبر تجاهل سلامة العاملين في المجالين الطبي والإغاثي. حيث أفادت المنظمة بأن القوات الإسرائيلية شنت هجمات قاتلة طالت طواقمها في غزة، رغم وضوح هويتهم ومواقعهم.
وطالبت المنظمة سلطات الاحتلال بالرفع الفوري للحصار “القاتل واللاإنساني” المفروض على غزة، وبتوفير الحماية للمدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي، محذرة من أن الوضع الحالي ينذر بكارثة إنسانية أعمق مما هو عليه.
أرقام تصرخ من تحت الركام
منذ استئناف العدوان في 18 مارس، وحتى منتصف أبريل الجاري، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة الهجمات الإسرائيلية 1630 شهيدًا، إضافة إلى 4302 مصاب، معظمهم من النساء والأطفال.
أما منذ بدء الحرب الشاملة في 7 أكتوبر 2023، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد، في حين تجاوز عدد المصابين 116,343 جريحًا، في أرقام توثّق حجم المأساة التي يمر بها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر داخل القطاع.
المعابر مغلقة .. والمجاعة تطرق الأبواب
رغم النداءات الدولية المتكررة، لا تزال المعابر مغلقة أمام دخول المساعدات، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية، في وقت يشهد فيه القطاع دمارًا واسعًا للبنية التحتية، وخروج المستشفيات عن الخدمة، ونقصًا حادًا في الأدوية ومياه الشرب.
ويعيش نحو 1.7 مليون فلسطيني في العراء، بلا مأوى، بعد أن دُمّرت منازلهم، بينما بدأت المجاعة تفتك بالأهالي، لا سيما الأطفال، في ظل انقطاع تام للمساعدات الغذائية والطبية.
دعوات دولية .. واستجابة غائبة
ودعت “أطباء بلا حدود” إلى استعادة وقف إطلاق النار فورًا والحفاظ عليه، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي بحق سكان غزة، ووقف استهداف الطواقم الطبية والإغاثية، لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على تحرك جدي من المجتمع الدولي لوقف النزيف الفلسطيني المستمر.
بين ركام المنازل، وداخل الملاجئ المكتظة، وفي المستشفيات المتهالكة، يموت الغزيون بصمت، تحت وطأة القصف، والجوع، والخذلان. غزة، التي أصبحت جرحًا مفتوحًا في الجسد العربي والإنساني، لا تزال تقاوم الموت بكل ما تبقّى فيها من نبض، وسط سؤال يلاحق الضمير العالمي: إلى متى؟.