We’re humbled to introduce our Canary writer, Alaa Shamali from Palestine – but currently a refugee in Oman. We will be publishing him in Arabic – but if you right click on the screen the menu that appears should give you the option to translate the article to English. If you are reading on mobile, this will be in the burger menu (the three dots) of your browser.
في الأزقة المدمّرة وبين ركام البيوت المحترقة، تتردد خطى صغيرة لأطفال غزة الذين وجدوا أنفسهم في قلب حرب لا ترحم، تلاحقهم أصوات القصف والجوع والعطش في كل زاوية. لم تعد طفولتهم كما يجب أن تكون، فقد سُرقت منهم تفاصيلها البسيطة: الضحكة، اللعبة، وحتى قطرة الماء.
طفولة مكسورة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، باتت حياة الأطفال الفلسطينيين رهينة الرعب والخوف. أكثر من 14 ألف طفل استشهدوا، وآلاف آخرون أُصيبوا بجراح دائمة، بينما يعيش الناجون في صدمة نفسية لا يمكن وصفها، بحسب تقارير وزارة الصحة ومؤسسات حقوق الإنسان.
تقول أُم ناصر، والدة الطفل علي (9 سنوات): “كان يحلم أن يصبح طبيبًا… اليوم، كل ما يتمناه هو أن يشرب ماءً نظيفًا وينام ليلة واحدة دون صوت قصف”. هذا الحلم البسيط تحوّل إلى رفاهية نادرة في غزة.
الماء… حلم يومي
بحسب تقارير أممية، يعيش أكثر من 95% من سكان غزة دون مياه صالحة للشرب، بعد أن دمرت إسرائيل شبكات المياه ومحطات التحلية. ويضطر الأطفال إلى السير لساعات بين الأنقاض بحثًا عن دلو ماء، قد لا يكون حتى صالحًا للاستخدام.
يقول الطفل محمد (11 عامًا): “نمشي أنا وأختي كل يوم أكثر من ساعتين لنملأ جالونين من الماء… أحيانًا نرجع بلا شيء، أو نُقصف ونحن في الطريق”.
مدارس تحوّلت إلى ملاجئ
تحولت مدارس “الأونروا” التي كانت تحتضن أحلام الأطفال إلى مآوٍ للنازحين، مكتظة بالأسر الفارّة من الموت. فقد تعطّل التعليم كليًا، وتوقفت الحياة الدراسية، بينما أغلقت أبواب الأمل في وجه جيل بأكمله.
تقول المعلمة سحر يوسف، وهي نازحة في إحدى المدارس: “الطلاب كانوا يكتبون مواضيع عن السلام والأمل… اليوم يكتبون عن الشهداء والجوع والموت”.
أصوات العالم… صمتٌ مطبق
رغم حجم الكارثة، لم تلق مأساة أطفال غزة الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي. تستمر إسرائيل، بدعم غربي، في حربها، بينما يُحرم القطاع من المساعدات الأساسية، بسبب إغلاق المعابر. ووفقًا لليونيسيف، فإن الوضع الإنساني في غزة بلغ “مرحلة الانهيار التام”، مع تحذيرات من مجاعة تطال الأطفال أولًا.