لم تُسمع هذا العام أصوات الأذان تصدح من مآذن المساجد ف غزة بسبب الحرب الإسرائيلية التي دمرتها على مدار 15 شهراً، وأخفت كل المعالم الدينية وحولتها إلى ركام.
اعتادت غزة أن تستقبل شهر رمضان بطقوس دينية على مدار عقود من الزمن تُزين فيها المساجد لاستقبال المصلين الذين تتضاعف أعدادهم خلال شهر رمضان، لكن هذا العام يحل شهر رمضان على أهل غزة دون أن يكون مثل الضيف الذي يُستقبل بزينة المساجد والبيوت وأجمل الثياب وتبادل الهدايا والصلاة داخل المساجد.
وخلال الحرب دمرت إسرائيل 1109 مساجد بشكل كلي وأصبحت غزة بلا مآذن يُسمع منها الأذان، ما اضطر بعض المواطنين لإقامة الصلوات في الشوارع أو داخل الخيام ومراكز الإيواء، ما أدى ذلك لحرمان أهل غزة من الأجواء الرمضانية والطقوس الدينية التي اعتادوا عليها.
أثر نفسي واستهداف ممنهج
وترك التدمير الممنهج للمساجد في غزة أثراً سلبياً على سكان غزة الذين شعروا بالحرمان من حقوقهم في تأدية واجباتهم الدينية في أعظم الشهور الذي يضفي عليهم البهجة والسرور في كل عام.
وأدى تدمير المساجد إلى فقدان الناس متعة العبادة والصلاة في المساجد وحلقات قراءة القرآن والإفطارات الجماعية التي كانت تجمع العائلات والأحياء في مناسبات اجتماعية تترابط فيها العائلات ببعضها كأحد أبرز الطقوس الرمضانية التي يحرص الناس على وجودها في شهر رمضان.
ولا شك أن التدمير المتعمد للمساجد أفقد غزة الهوية الدينية وزاد من معاناة السكان في إحياء الشعائر الدينية المصاحبة لشهر رمضان.
مساجد مؤقتة بلا كهرباء
اضطر الأهالي لتجاوز أزمة تدمير المساجد بإقامة مساجد مؤقتة في الخيام لكنها بلا مآذن ولا كهرباء وفيها لن يسمع الناس صوت الآذان ويترقب الكثير منهم بشكل تقديري مواعيد الإفطار والسحور.
وحرص الناس في غزة من خلال إقامة مساجد مؤقتة للحفاظ على بعض الشعائر الدينية خلال شهر رمضان والحفاظ على وجود الأذان حتى في غياب مآذن المساجد، وهي قد تبدو رسالة مغلفة أن غزة تبقى معلقة بالشعائر الدينية وتعيد إعمار مساجدها التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب.
وخلال 15 شهراً من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة تعطلت إقامة الصلاة في معظم مناطق قطاع غزة نظرا لخطورة الأوضاع الأمنية وتعمد إسرائيل استهداف المساجد بشكل مباشر دون أي رادع.
ووفق وزارة الأوقاف في غزة؛ استهدفت صواريخ وقنابل إسرائيل (1109) مسجدًا تدميرًا كليًا أو جزئيًا، من أصل (1244) مسجدًا في قطاع غزة بما نسبته (89%)، حيث بلغ عدد المساجد المدمرة كليًا (834) مسجدًا سويت بالأرض وتحولت إلى أنقاض، وتضرر (275) مسجدًا بأضرار جزئية بليغة مما جعلها غير صالحة للاستخدام، ما أثر بشكل مباشر على أداء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات.
وحرمت إسرائيل بحربها وتعمدها تدمير المساجد أهل غزة من أجواء شهر رمضان وطقوس العبادة.
وهدفت إسرائيل من تدمير المساجد لإزالة المعالم الدينية للمسلمين في غزة في حرب شرسة دمرت جميع معالم الحياة.
ولا يمكن للقارئ أن يتعثر في إيجاد إجابة واضحة لسؤال لماذا دمرت إسرائيل المساجد في غزة، غير أنها لا تريد سوى تدمير المعالم الدنيئة للمسلمين.
الصورة المميزة عبر موقع الكناري